على الرصيف المتباعد قليلا عن البحر والذي تهالكت بعضا من أجزاؤه ..وكست جوانبه بعض من بواقي رمال البناء المنبسط بجانب ذلك المحل- ا لذي آثرأصحابه تجديد واجهته وانقاذها من القدم الغارقة فيه-
بجانب ذلك الرصيف او لنقل في محاذاته ترسب مجرى مائي صغير لم أدرك منبعه على وجه التحديد فنحن في أغسطس ولا مجال لمطر صيفي في الإسكندرية-
وتجمعت به بعض الحجار الصغيرة والزلط فبدا لذلك الطفل الصغير كشاطئ بحر أصغر، ذلك الطفل هو ما شد انتباهي لكل تلك التفاصيل
طفل لم يكمل الخامسة من عمره بملابسه الداخلية ينحني كثيرا في وضع الجلوس ولكنه لا يجلس.. ما سكاً بغطاء دائري أزرق اللون (غطاء لشئ أجهله ، ربما لزجاجة عصير) محاولا تحريكه في ذلك المجرى المائي المحاذي للرصيف كي يصير مركبا صغيرا يبحر فيه او تبحر فيه احلامه عوضا عن ذلك الشاطئ القريب الذي لايستطيع بلوغه
إما لكسل تلك السيدتين الجالستين خلفه على الرصيف نفسه ، مستندتين الى صندوق الحاجة الساقعة (كانهما امه وخالته او جدته لا ادري) ،او لانتظارهما لشيء او شخص ما
لا اعلم ماذا تنتظران او لماذا يحدقان الى اليمين والبحر في اتجاههما الايسر ........ــ
وصلت الى ما كنت اريده في نهاية الشارع وعدت ُ من نفس المكان ..
فوجدت الصبي الصغير قد قرر ان يجعل مركبه الصغير .. سفينة
فقد اضاف للغطاء الازرق نصف صندوق اسود صغير لا اعرف كنهه ..
ليبدأ رحلة الاسطول.... فقد اينع حلمه الصغير