وكيف غادرتني الحروف
كما غادرتني قبلها الألوان. وتحول العالم إلى جهاز تلفزيون عتيق, يبث الصور بالأسود
والأبيض فقط ؟
ويعرض شريطا قديما
للذاكرة, كما تعرض أفلام السينما الصامتة .
كنت أحسدهم دائماً,
أولئك الرسامين الذين كانوا ينتقلون بين الرسم والكتابة دون جهد, وكأنهم ينتقلون من
غرفه إلى أخرى داخلهم. كأنهم ينتقلون بين امرأتين دون كلفة ..
كان لا بد ألا أكون
رجلا لامرأة واحدة !
ها هوذا القلم إذن.. الأكثر بوحا والأكثر
جرحا ً.
ها هو ذا الذي لا
يتقن المراوغة , ولا يعرف كيف توضع الظلال على
الأشياء . ولا كيف ترش الألوان على الجرح المعروض للفرحة .
وها هي الكلمات التي
حرمت منها , عارية كما أردتها , موجعه كما أردتها , فَلِمَ رعشة الخوف
تشلّ يدي , وتمنعني من الكتابة؟
تراني أعي في هذه
اللحظة فقط ،
أنني استبدلت بفرشاتي سكيناً.